[/b][center]عزيزي اقرأ وناقش ولا تجعل الخوف يمنعك من سماع الأخر فقد حباك الله بالعقل لتميز به بين الدعوات
لا تجعل العادة تمنعك من الاستجابة للتغيير للأحسن
لا تتسرع في الحكم علي الأشياء ولكن تمهل فلربما يتبين لك الحق بعد حين
إذا حيرك أمر استشر ثم تفكر فيه منفردا دون اتخاذ قرار مسبق
استعن بالله وادعوه أن يوفقك للخير دائما
واليك هذه القصة لتوضح لك الأمر
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : ........... وَكَان الطّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدّوْسِيّ يُحَدّثُ أَنّهُ لما قَدِمَ مكة
مَشَى إلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ
فَقَالُوا لَهُ
يَا طُفَيْلُ إنّك قَدِمْت بِلادَنَا ، وَهَذَا الرّجُلُ الّذِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَدْ أَعْضَلَ بِنَا ، وَقَدْ فَرّقَ جَمَاعَتَنَا ، وَشَتّتْ أَمْرَنَا ، وَإِنّمَا قَوْلُهُ كَالسّحْرِ يُفَرّقُ بَيْنَ الرّجُلِ وَبَيْنَ أَبِيهِ وَبَيْنَ الرّجُلِ وَبَيْنَ أَخِيهِ وَبَيْنَ الرّجُلِ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ وَإِنّا نَخْشَى عَلَيْك وَعَلَى قَوْمِك مَا قَدْ دَخَلَ عَلَيْنَا ، فَلا تُكَلّمَنّهُ وَلا تَسْمَعَنّ مِنْهُ شَيْئًا .
قَالَ
فَوَاَللّهِ مَا زَالُوا بِي حَتّى أَجْمَعْت أَنْ لا أَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئًا ، وَلا أُكَلّمَهُ حَتّى حَشَوْت فِي أُذُنِي حِينَ غَدَوْت إلَى الْمَسْجِدِ كُرْسُفًا فَرَقًا مِنْ أَنْ يَبْلُغَنِي شَيْءٌ مِنْ قَوْلِهِ وَأَنَا لا أُرِيدُ أَنْ أَسْمَعَهُ .
قَالَ
فَغَدَوْت إلَى الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - قَائِمٌ يُصَلّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ . قَالَ فَقُمْت مِنْهُ قَرِيبًا ، فَأَبَى اللّهُ إلا أَنْ يُسْمِعَنِي بَعْضَ قَوْلِهِ .
قَالَ فَسَمِعْت كَلامًا حَسَنًا .
قَالَ فَقُلْت فِي نَفْسِي :
وَاثُكْلَ أُمّي وَاَللّهِ إنّي لَرَجُلٌ لَبِيبٌ شَاعِرٌ مَا يَخْفَى عَلَيّ الْحَسَنُ مِنْ الْقَبِيحِ فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَسْمَعَ مِنْ هَذَا الرّجُلِ مَا يَقُولُ فَإِنْ كَانَ الّذِي يَأْتِي بِهِ حَسَنًا قِبْلَتَهُ وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا تَرَكْته .
قَالَ
فَمَكَثْت حَتّى انْصَرَفَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - إلَى بَيْتِهِ فَاتّبَعْته ، حَتّى إذَا دَخَلَ بَيْتَهُ دَخَلْت عَلَيْهِ
فَقُلْت :
يَا مُحَمّدُ إنّ قَوْمَك قَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا - لِلّذِي قَالُوا - فَوَاَللّهِ مَا بَرِحُوا يُخَوّفُونَنِي أَمْرَك حَتّى سَدّدْت أُذُنِي بِكُرْسُفِ لِئَلا أَسْمَعَ قَوْلَك ، ثُمّ أَبَى اللّهُ إلا أَنْ يُسْمِعَنِي قَوْلَك ، فَسَمِعْته قَوْلا حَسَنًا ، فَاعْرُضْ عَلَيّ أَمْرَك .
قَالَ
فَعَرَضَ عَلَيّ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ – الإسلام وَتَلا عَلَيّ الْقُرْآنَ فَلا وَاَللّهِ مَا سَمِعْت قَوْلا قَطّ أَحْسَنَ مِنْهُ وَلا أَمْرًا أَعَدْلَ مِنْهُ قَالَ فَأَسْلَمْت ، وَشَهِدْت شَهَادَةَ الْحَقّ
إلي هنا نكتفي بهذا القدر
الدروس المستفادة :
1- علي مر العصور يسعى المعاندين للحق إلي عدم سماع الناس للحق لأنهم يعلموا جيدا أن الحق واضح وجلي إذا صادف القلوب الصافية استجابوا له .
2- العاقل يسمع ويزن الأمر وخاصة إذا كان الله حباه بالعقل السليم والقدرة علي التمييز بين الأمور .
3- العاقل يستمع للقول فيتبع أحسنه .
4- المسلم يقرأ ويطلع ولا ينغلق ولا يخاف فإذا أشكل عليه أمر رجع للكتاب والسنة فهما ملك كل مسلم .