حدّثوا أن شيخا رأى صبيّا يتوضأ على ساحل نهر وهو يبكي, فقال الشيخ: يا صبي ما يبكيك؟
فقال الصبي: يا عم قرأت القرآن حتى جاءت هذه الآية: { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا}التحريم 6.
فخفت أن يلقيني الله في النار.
قال الشيخ: أنت غير مؤاخذ لأنك لم تبلغ الحلم فلا تخف, انك لا تستحق النار.
فقال الصبي: يا شيخ أنت عاقل ألا ترى أن الناس اذا أوقدوا نارا لحاجتهم وضعوا صغار الحطب ثم وضعوا الكبار!..
فبكى الشيخ وقال: ان الصبي أخوف منّا من النار.
بكت عائشة رضي الله عنها ذات يوم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما يبكيك يا عائشة؟"
فقالت: ذكرت النار فبكيت, فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة يا رسول الله؟
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أمّا في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحد"
الموطن الأول:
عند تطاير الكتب فلا يعلم أيؤتى كتابه بيمينه أم بشماله".
الموطن الثاني:
"عند الميزان حتى يعلم أيخف أم يثقل؟".
الموطن الثالث:
" عند الصراط حتى يعلم أيجوز أم يسقط".
صلى الله عليه وسلم:" عينان لا تمسّهما النار, عين بكت من خشية الله, وعين باتت تحرس في سبيل الله".
وقد ذكر صلوات ربي وسلامه عليه من بين السبعة الذين يظلّهم الله في ظلّه يوم القيامة يوم لا ظلّ الا ظلّه:"... ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يلج النار رجل بكى من خشية الله".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اذا اقشعرّ جسد العبد من مخافة الله تعالى تحاتت عنه خطاياه كما يتحاتّ عن الشجرة اليابسة أوراقها".